أمام كل مدرسة ناجحة… مدير مدرسة ناجح

مدير المدرسة عمادها، فكن العماد القويم!
للإدارة المدرسية مكانة حساسة في المدرسة لما لها من دور في الوصل بين الطلاب ومعلميهم وذويهم والمجتمع المحلي بأكمله. الشائع أنه يقع على عاتق إدارة المدرسة تنظيم العملية التعليمية والتربوية بما يتناسب مع الأهداف التي تضعها وزارة التربية والتعليم. في الحقيقة، الأمر أكبر من هذا بكثير. يُكلف مدير كل مدرسة بأن يكون مشرفًا على تطوير وتأهيل المعلمين، والرفع من المستوى التحصيلي للطلاب. بالإضافة إلى ذلك، تستند إلى مدير أي مدرسة ناجح مهام التشبيك مع المجتمع المحلي ومؤسساته بالشكل الذي يرفع من المستوى التعليمي والتحصيلي للمدرسة.

تشير كلمة مدير ناجح إلى من يسعى إلى التغيير والتطوير وقيادة المدرسة نحو الأفضل. ويكون المدير على علمٍ بأن تطوير أي مدرسة قائمٌ على مدى مواكبة المدرسة لتقلبات التكنولوجيا، وقدرة طاقم العمل على التعامل مع هذه التقلبات، ودمجها مع المناهج والأنشطة الصفية بما يتناسب مع الطلاب والمجتمع المحلي.

مدير المدرسة الناجح هو الركيزة الأولى والأساسية لكل مدرسة، فهو القائد الذي يعي أهمية المشاركة مع المعلمين وطاقم الإدارة المدرسية في اتخاذ القرارات.

صفات مدير المدرسة الناجح

التكيف مع البيئة المحيطة واحدة من أهم الصفات التي على مدير المدرسة الناجح التحلي بها. بما أن مهمة الإدارة المدرسية هي التشبيك مع المجتمع المحلي، فمن المتوقع أن يتصادف المدير يوميًا مع فئات مختلفة من الناس التي لربما تحمل ثقافات وعقليات مختلفة. وجب على المدير الناجح التحلي بالمرونة والقدرة على التعامل مع مختلف الشخصيات بالشكل الذي يضمن الحفاظ على المدرسة وسمعتها، وبالشكل الذي يخدم حاجة هذه الاختلافات دون المساس بالمدرسة وحاجتها.

وواحدة من أهم سبل نجاح مدير المدرسة أن يتسم بسرعة البديهة والقدرة على اختيار البدائل سريعًا. لا يخلو الأمر من بعض الشاكلات والعوائق في كل إدارة سواء في مدرسة أو أي مؤسسة لأي جهة، ويتطلب هذا من الإدارة أن تكون على استعداد تام لاستخدام كل البدائل، ومن المحبذ أن تكون قد أعدّت خطط بديلة مسبقًا تحسبًا لأي تغيير مفاجيء. بالإضافة إلى ذلك، فإن التنبؤ بأي تطورات مستقبلية والتفكير الجاد بأي مستجدات ووضع التصورات المناسبة لها يعد من أهم مقومات العملية الإدارية.

اقرأ أيضًا: التعليم عن بعد

على مدير المدرسة الناجح أن يشكِّل الأهداف التربوية والتعليمية بما يتناسب مع الأهداف التي تحددها وزارة التعليم في الدولة، ويصلح أي خلل تعلميي أو تربوي يؤثر على المدرسة، ويحدد هيكل تنظيمي يتماشى مع الظروف المحيطة بالمدرسة من ناحية المستوى التحصيلي للطلاب، وقدرة القوى العاملة، وحتى عادات المجتمع المحلي المحيط. كل ما ذُكِر آنفًا يشدد على أهمية أن يكون المدير معلمًا بالدرجة الأولى، وطالبًا، وفردًا من أفراد المجتمع. ولأن مدير المدرسة محاط ببيئة تعليمة بحتة، فيصبح الإلمام بالآلية التعليمية والتربوية أمرًا إلزاميًا.

ومن المهارات الإدارية التي يتسم بها مدير المدرسة الناجح هي القدرة على توسيع العلاقات مع المجتمع وتوظيفها فيما يصب في مصلحة المدرسة. وذلك من خلال إقامة نشاطات تحدث تفاعلًا بارزًا بين طلاب المدرسة والمعلمين وتشرك أولياء الأمور.

وإن تعلّق الأمر بالمحاور الإنسانية، على المدير الناجح أن يكون صديقًا للمعلمين والطلاب على حدٍ سواء. يبني المدير الناجح علاقة إنسانية تُشعر المعلمين والطلاب بقيمة ما يقدّمونه وتأكد على أهمية جهودهم في إنجاح العملية التعليمية وتحقيق الأهداف التربوية. ويجدر الذكر بأن أهمية المدير البالغة قد لا تجدي نفعًا إن لم يكن الطاقم العامل والطلاب دورًا واضحًا في صنع القرار، وحل المشكلات وتقديم المقترحات.

ولهذه المهام السابقة كلّها، تُوّكل مهمة المدير إلى الأكفأ والأجدر، نظرًا لحساسية المنصب وعبء المسؤولية الملقاة، والمتطلبات التي قد يغفل عنها من كان في غير هذا المنصب المرموق.

 

مواضيع ذات صلة:
الإدارة المدرسية