تطوير التعليم في العالم العربي

كيف يمكننا تطوير التعليم في العالم العربي لمواكبة عصر الحداثة وتطوراته؟

التعليم هو أقوى سلاح يمكنك استخدامه لتغيير العالم.
~نيلسون مانديلا ، رئيس جنوب إفريقيا السابق

الحرص على تطوير التعليم وعلى الركائز التعليمية واحدة من أهم أسباب نهوض الحضارات منذ الأزل. وتحتل المدرسة الصفوف الأولى كركيزة لتكوين المنظومة التعليمية كاملةً كونها حجر الأساس. فلك أن تقول إن تأسيس المدرسة وإدارتها بالشكل الصحيح يشكل ضمانًا لمنظومة التعليم وبالتالي ضمان تطوير التعليم في أي دولة وتحديدًا في العالم العربي.

وإن الحاجة الماسة لتطوير التعليم في العالم العربي دفعتنا في مقروء لطرح هذا الموضوع وبيان الدور البارز والمهم لكل من مدير المدرسة، المعلم، والأهل في إنجاح العملية التعليمية من خلال المدرسة -حجر الأساس-.

 

دور مدير المدرسة في تطوير التعليم

بما أن الإدارة هي المسيّرة للعملية التعليمية في المدرسة، فيتولى مدير المدرسة المسوؤلية الأكبر. يشمل دور مدير المدرسة النواحي الإدارية والتربوية بشكلٍ عام.

ابتداءً بالإدارة، يتمحور دور مدير المدرسة في وضع خطط تنظيمية لسير التعليم. تكون هذه الخطط متماشيةً مع الظروف الحالية وقابلة للتعديل عليها في حال حدوث أي تغيير طارئ. يضمن مدير المدرسة بذلك تفادي أي عقبات، أو الحد منها على الأقل. ثم إن تحديد المشكلات التي تواجهها المدرسة تتطلب من المدير التعامل معها بمرونة عالية نمكنه من وضع حلول وحلول بديلة لها. وعادةً ما تتطلب الظروف المحيطة سلاسةً وتكيفًا معها للتمكن من استغلالها لصالح إنجاح سير العملية التعليمة، أو مواجهتها منعًا لأي إشكاليات.

وكمدير لمدرسة شعارها التربية أولًا ثم التعليم، تجد أن المهارات التربوية متطلبًا أساسيًا يُتوقع وجوده لدى مدير المدرسة. ومن إحدى مسؤولياته تحفيز إرشادهم المعلمين وتقويمهم في حال وجود أي انحراف عن المسار المخطط له. يضمن هذا اتبّاع المعلمين كافة للائحة قوانين موحدة تقلل من حالات الخروج عن القانون المدرسي، وهذا لا ينفي أبدًا أهمية ووجوب تحفيز المعلمين. ويتوجب الظهور البارز لدور المدير في إنشاء أرضية مشتركة لكافة أفراد المدرسة من معلمين وعاملين وطلاب والسماح لهم بتقديم مقترحاتهم التطويرية للمدرسة، وإشراك التكنولوجيا في العملية التعليمية التي أصبحت متطلبًا أساسيًا لمواكبة تطور هذا العصر والذي انعكس على اهتمامات الطلبة في يومنا هذا.

 

احصل على تجربة مجانية خاصة بمدرستك أو مؤسستك التعليمية من مقروء الآن!

 

دور المعلمين في تطوير التعليم

بما أن التعليم قائمٌ أساسًا على المعلم الذي يحتك مباشرة مع الطالب الواقع عليه عملية التعليم، فالمسؤولية الأكثر تأثيرًا لإنجاح العملية التعليمية تكون على عاتقه.

يتمثل دور المعلم في تطوير التعليم من خلال تنويع الاستراتيجيات التعليمية الفاعلة والتي تُسهم في اندماج الطالب في الفصل. لعلّ أكثر ما يمكن للمعلم اتباعه للسعي في تطوير التعليم كمعلم ناجح هي استخدام أساليب التعلم النشط وتعلم الأقران ووسائل التعليم الحديثة، بالإضافة إلى التعامل الودِّي مع الطلاب دون الوقوع في إشكاليات التعامل الجاف والقائم على علاقة معلم وطالب لا يُجمِّلها الحس الإنساني.

التمكين الثقافي للطلاب أيضًا من المقترحات التي يضعها مقروء نصب عينيك، والتي ينسدل خلفها الكثير من الفعاليات. سنذكر بعضها في نقاط:

  • عقد مسابقات أدبية وعلمية بحسب الهدف المنشود لتشجيع الطلاب على البحث وانتقاء المعلومة من مصدرها بمساعدة وتوجيه المعلم فقط وليس الاعتماد الكلي عليه
  • التعامل المدروس مع الفروقات الفردية من خلال دمج مستويات الطلاب المختلفة في مجموعات بحيث يستطيع أصحاب الموهبة العالية إطلاق العنان لمواهبهم، وإفساح المجال للطلاب ضعاف التحصيل المشاركة في الأنشطة الصفية
  • خلق وسط حواري داخل الفصل يتشارك فيه المعلم مع الطلاب النقاش حول مواضيع مجتمعية تتناسب مع أعمار وعقول الطلاب ومع الدرس المُراد شرحه
  • تحفيز مشاركة الطلاب في نشاطات العروض التقديمية التي تركز على عرض معلومات جديدة، والمعلم الصغير التي تمكَِن الطالب من رؤية الفصل من وجهة أخرى

نحتاج في مجتمعاتنا بالتأكيد لمعلمين ذوي كفاءة عالية قادرين على إعداد خطط تعليمية قابلة للتنفيذ ومسهمة بشكل واضح وجلي في تطوير التعليم في الوطن العربي.

 

احصل على تجربة مجانية من منصة مقروء وكن ملهمًا لطلابك

دور الأهل في تطوير التعليم

لا يقتصر الدور على الأماكن التعليمية والعاملين فيها فقط، بل قد تكون تنشئة الطفل على حب التعلم والجاهزية له هي الأهم. فهل سمعت عن التعليم الأسري؟

التعليم الأسري هو مجموعة الأساليب المباشرة وغير المباشرة التي تستخدمها الأسرة بشكل مقصود أو غير مقصود لتعليم الأطفال كيفية إنجاز حاجاتهم. يؤثر التعليم الأسري على قابلية الطالب للإستجابة إلى التعليم المدرسي بطبيعة الحال. ولهذا السبب، وددنا أن نعرض بعض الأساليب والمقترحات التي يمكن لأولياء الأمور استخدامها لتشجيع أبنائهم على التعليم.

  • متابعة المهارات التي يتعلمها الطفل في المدرسة لتنميتها
  • استغلال ميول الطفل نحو مهارة معينة وتعزيزها وتوجيهها إلى المنحى التعليمي
  • المرونة والواقعية في التوقعات بحيث تبدأ بتنمية مهارات الطفل تدريجيًا
  • ربط التعليم بأمثلة واقعية من البيئة المحيطة لتسهيل توصيل المعلومات لذهن الطفل
  • إعطاء الطفل المساحة الكافية للتعبير عن نفسه وآراءه

إن وجود بيئة أسرية داعمة لتعليم اللطفل هي صمام الأمان لمستقبل واعد، وهذا ما يستدعي منا في منصة مقروء التأكيد على الدور الجوهري الذي بإمكان الأسرة العربية القيام به للنهوض بالتعليم في العالم العربي.

اقرأ أيضًا: فيروس كورونا نعمة أم نقمة

سير المدرسة على الدرب التعليمي الصحيح يؤدي بلا شك إلى نجاح المنظومة التعليمية كافة، وتكاثف جميع الجهات بكافة أدوارها ومسوؤلياتها يرتقي بالمستوى التعليمي، وتكون جزءًا من مجتمعاتٍ عربيةٍ متعلمة.