التلقين Spoon Feed

قال آينشتاين فيما يخص التلقين في تعليم الطلاب في الطرق التقليدية

“الطالب ليس وعاءً عليك ملؤه” – آينشتاين

لخصت هذه المقولة ما على المعلم اتباعه في عملية تعليم الطلاب. ليس من التعليم الفعال أن تكون أنت -المعلم- المتحدث الأول والأخير، وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة، أي التلقين. عليك أن تشرك طلابك في جو الحصة، وتسمع منهم بقدر ما يسمعون منك، أو أكثر إن استطعت. فما هو التلقين؟ وما هي نتائجه؟ وما هي الطرق البديلة عنه؟

 

ما هو التلقين؟

التلقين هو أحد أساليب التعليم التي تقوم على إعطاء الدور بأكمله للمعلم بحيث يُلقِّن الطلاب المعلومات دون مشاركتهم الفاعلة. وإن سنحت لهم الفرصة بالمشاركة، فتقتصر مشاركتهم بالترديد من خلف المعلم دون حتى أن يفقهوا ما يرددون. للأسف، ما تزال هذه الطريقة متبّعة في الكثير من المدارس وفي العديد من الدول. 

 

ما هي نتائج التلقين؟

  • عجز المعلم في ربط الدرس مع التطبيقات التربوية

تهميش المعلم للطلاب، وتعليمهم بمجرد سرد المعلومات يفقده الفرصة لتطبيق أجزاء الحصة التعليمية تطبيقًا تربويًا. وذلك كون التلقين في التعليم يعتمد قصرًا على السرد من المعلم، والاستماع غير الفعّال من الطلاب. 

 وهذا ما يؤثر على كل من الطالب والمعلم على حدٍ سواء. بالنسبة للطالب، جلوسه في الحصة صامتًا يتلقى معلوماتٍ دون تجارب يشعره بالنعاس، والضيق، والضجر. أما المعلم، فيفقد طلابه أيضًا ثقتهم به كمعلم يُقتدى به ويُرجع إليه عند أي إشكالية. 

  • إخفاق المعلم في تحقيق أهداف الدرس

يتم تحقيق أهداف الدرس من خلال استخدام وسائل وطرق تعليمية متعددة، وتفاعل الطلاب، واستيعاب الطلاب للدرس، وإضافة معلومة جديدة أو مهارة شخصية جديدة للطلاب. فهل في أسلوب التلقين تحقيق لأيٍ من هذه البنود؟ 

لا جدال في أن النفي هو الجواب. فكما تم ذكره سابقًا، يعتمد التلقين على مجرد تلقي الطالب للمعلومة دون أي نشاط يبدر منه، وبالتالي فإن الأهداف التعليمية التي ترتكز على فهم المتعلم غير مُحققة. 

  • العبء الزائد على المعلم

في أسلوب التلقين، تجد المعلم هو المُسيِّر للحصة التعليمية. هو المعلّم، والآمر، والناهي، وهو الذي يضع القرارات، والتقييمات، والأنشطة، والممارسات الصفية. ما أن يشرف الوقت على الانتهاء، يجد المعلم نفسه منهكًا، ودون تحقيق هدف الحصة، وذلك نتيجة عدم إشراك الطلاب في الحصة وعدم استجابتهم لها بطبيعة الحال. 

 

بدائل أسلوب التلقين في تعليم الطلاب

  • التعليم التعاوني

يرى الكثير من التربويين أن الإنسان لا يستطيع التعلم وحيدًا، ومن هنا أتت فكرة التعليم التعاوني. وهو أسلوب تعليمي يمزج بين الطلاب ضمن مجموعات بإشراف المعلم. يتشارك الطلاب باختلاف مستوياتهم ومعارفهم في حل المسائل الصفية مما يزيد من إنتاجيتهم، ويضمن مشاركة جميع الطلاب، ويرفع من معدل التركيز لديهم. وهو ما يعرف أيضًا بالتعلم النشط.

  • التعليم الإلكتروني

أحد أهم المراحل الانتقالية في مجال التعليم. من خلال التعليم الإلكتروني أو التعليم عن بعد أتيحت الفرصة لجميع الطلاب إمكانية الدخول إلى حصصه التعليمية متى وأين شاء. وظهرت منصات التعليم الالكتروني مثل منصة مقروء التي تشجع على التعلم الذاتي والتعلم النشط ويبرز أهمية دور المعلم. 

  • المشاريع التعليمية 

قد يبذل المعلم جهدًا بالغًا أثناء الحصة ويستخدم كافة الوسائل المتاحة، ولكن قد يلاحظ عدم قدرة الطلاب على التطبيق. قد يزيد المعلم من مهارات طلابه من خلال تكليفهم بمشاريع لتطبيق ما درسوه لتقييم نتائج الدرس وإلى أي حدٍ استوفى الطلاب جميع المتطلبات في المشروع، وإلى أي مدى استوعبوا المادة التعليمية. 

 

وإن كان التعليم بالتلقين واحدة من المشكلات التي يواجهها قطاع التعليم، فوجود المنصات التعليمية مثل منصة مقروء قد حدّ منها، باستخدام الصوت والصورة وتوظيف الخيال وتنمية الإبداع في الطفل.